بيع يا عواد ..
يمنات
علي القاسمي
توقف المدونون عند شخصية حاتم الطائي كأكرم عربي عرفه التاريخ ولم يتركوا صفحة فارغة لتدوين من سيأتي من بعده، لثقتهم الكاملة بأنه لن يجاريه او يفوقه احد، غير انهم كانوا مخطئين فلو عرفوا بجود وكرم السيسي لتركوا مجلداً فارغاً بأكمله، فماذا يساوي كرم الطائي امام عطايا وهدايا السيسي الذي فاق بكرمه وجوده العرب والعجم منذُ عهد سيدنا ادم عليه السلام الى يومنا هذا ؟!
فمن ذا الذي قد اعطى جُزراً واهدى بحاراً ووهب صحارى ؟!
1000 كيلو متر مربع إضافة الى جزيرتي تيران وصنافير اهداها لإبن سلمان في زيارتين وخلال عام واحد فقط .
لو اجرينا عملية حسابية بسيطة بناءً على ما ذكر من معطيات .. كم من الوقت والزيارات التي يحتاجها نجل سلمان المحظوظ للوصول الى ” كُبري قصر النيل ” والحصول على برج الزمالك(هدية فورية) واللعب بأوراق الكوتشينة في قهوة الفيشاوي على ابو الهول وهرم خوفوا الأكبر، وإستلام شباك تذاكر المترو رسمياً ؟
ليست مواقف الرئيس السيسي هي ما يثير الدهشة، بل ردة فعل الشارع والمواطن المصري الغير حاضرة نهائياً في المشهد (وكأن شيئاً لم يكن) هي ما يستدعي الدهشة والحيرة ويضع اطناناً من علامات الإستفهام والتعجب !
او لا يعلم المصريون ” احفاد الفراعنة ” ان رئيسهم قد تبرع بثلاثة اضعاف مساحة العاصمة اليمنية ” صنعاء ” قرباناً لسلمان ونيل رضوان نجله المعتوه ؟
ام ان ذلك ومثله لا يتصدر إهتمامات المصريين واولوياتهم ؟
وإذا كان كذلك، فما الذي يمكن ان يشغل المساحة الكبرى من افكارهم ويتصدر قوائم اهتماماتهم جديد سعد الصُغير وحركات شعبان عبدالرحيم وقفشات محمد سعد ” اللمبي” وإفهات احمد حلمي مثلاً ؟؟
اجزم انكم لستم المصريون الذين نعرفهم كما عرفهم التاريخ
لستم مصريو الكنانة
لستم مصريو الثورة والقومية والعروبة
لستم مصريو المقاومة والحرية والكرامة
انتم لستم مصريو عواد باع ارضه
عواد باع أرضه ياولاد
شوفوا طوله وعرضه يا ولاد
يا ولاد غنوله يا ولاد
على عرضه وطوله يا ولاد
بهذه الأغنية اللطيفة واجه المصريون فلاحاً يسمى عواد الذي باع أرضه التي هي عرضه، فانهالوا عليه بالسخرية والاستهزاء وظلوا يصفقون ويغنون هذا الفلكلور الرائع كلما رأوه في الشارع، حتى اصبح عواد رمزا للعار والخسة والدناءه .
هذا عن عواد الأمس الذي باع أرضه التي كان يملكها، فماذا عن عواد اليوم الذي يبيع وطنا لا يملكه ؟!